في تلك الايام، في مكان ما في القاهرة الفاطمية، إبان حكم الإمبراطورية العثمانية، كان هناك رجل فقير، لطيف، وسيء الحظ. عُرف بالكرم والضيافة، والأهم من ذلك بطبخه الأسطوري.
منزله مفتوحاً لأصدقائه ولعائلته في جميع الأوقات، على الرغم من وضعه المتواضع. تحدث الناس كثيراً عن طبيعته السمحة وكان يعرف بإسم "السيد"؛ السيد أبو السيد.
إشتهر أبو السيد بالوجبات المصرية الرائعة، منها أطباق مختلفة مثل فول مع صلصة الطحينة، كُشري، حمام محشو بالأرز، ملوخية بالأرانب.
كان للعثمانيين تأثير كبير عليه، سُرعان ما أصبح معروفاً بمطبخه الإستثنائي؛ لم تحدد أصوله. يعتقد البعض أنه من الشرق ورأى آخرون أنه كان من الغرب. وقد إكتشف لاحقاً أنه كان من القاهرة. أدّى موقع مصر الجغرافي، المُحاط بدول مثل فلسطين ولبنان وسوريا، إلى نقل الأفكار والناس والثقافة التي أثرت مباشرة على مطبخه. أصبح "السيد أبو السيد" مشهوراً بحيث وصلت سمعته قصر السلطان.
وفي يوم من الأيام، تنكر السلطان بلباس رجل فقير وذهب إلى منزل أبو السيد. طلب منه الطعام وأمضى يوميْن مفتون بمطبخه. ولدى عودته إلى القصر، طلب إحضار أبو السيد على الفور. عندما وصل أبو السيد، طلب السلطان منه أن يكون الطاهي الشخصي له.
تشرف أبو السيد بلطلب، ووافق على الفور. خلال الأسابيع القليلة الأولى، غمرت السعادة أبو السيد لكنه سرعان ما بدأ يفقتد لحياته المتواضعة بين أصدقائه وعائلته. أصبح غير راض عن الحياة في القصر وحاول إقناع السلطان السماح له بالذهاب، ولكن تم رفض طلبه
عاش أبو السيد أيامه في حزن وشعور بالوحدة. كل ما يفكر فيه هي أيامه السعيدة في منزله وسط أسرته وأصدقائه. توسل السلطان مرة أخرى للسماح له بالذهاب، الا أن السلطان قايضه، من أجل منحه حريته، بأن يكشف عن أسرار مطبخه. رفض ابو السيد هذا العرض، وبعد الكثير من الجهد، استطاع أن يهرب من القصر. لاحقاً جمع وصفاته في كتاب وأخبأه في مكان آمن.
وبعد قرون، وُجد كتاب أبو السيد، وحُول إلى مصدر إلهام لمطعم مصري أصيل سُمي "السيد"، تيمناً بأبو السيد. يجسد هذا الكتاب إحياء لأعمال أبو السيد مقدماً لقارئيه المطبخ المصري الحقيقي والأصيل.